كان عبور ترشيح «بريت كافانو» باللجنة القضائية في مجلس «الشيوخ» رحلة شاقة. فقد أعلن السيناتور «الجمهوري» جيف فليك، وهو صوت مرجِح في اللجنة، إنه سيطالب مكتب التحقيقات الاتحادي (إف. بي. آي.) بإجراء تحقيق بشأن تحرش «كافانو» جنسياً ب«كريستين فورد» قبل أن يؤيد ترشيحه لمنصب قاض في المحكمة العليا الأميركية، وشعر أنصار «فورد» نتيجة لهذا أنهم لفتوا الانتباه على الأقل. لكن أي اللحظات كان أكثر غرابة في رحلة «بريت كافانو» في اللجنة القضائية في مجلس «الشيوخ»: هل هي إعلان السيناتور «الجمهوري» ليندسي جراهام «أعلم أنني الرجل الأبيض الوحيد من ساوث كارولاينا وطُلب مني أن أصمت، لكني لن أصمت»؟ أم هو وصف «أورين هاتش» السيناتور «الجمهوري» عن ولاية يوتاه بأن فورد «شاهدة جذابة جيدة. بمعنى أنها لطيفة»؟ أم اعتراف «كافانو» بأن «النباح» يدل على «الانتفاخ»؟
وفي هذه الرحلة، تعلمنا بالتأكيد الكثير عن «كافانو» على مدار الأسابيع القليلة الماضية. وأثار «كافانو» أعصاب الجميع حتى بعض «الجمهوريين» حين ألقى بمسؤولية محاولات تدمير «أسرتي وسمعتي الطيبة» على عاتق أعداء يسعون «للانتقام لصالح أسرة كلينتون» وعلى عاتق «جماعات المعارضة من الجناح اليساري».
وتوقع بعض «الجمهوريين» أنه إذا خسر كافانو، سيخشى كل رجل في أميركا الترشيح لمنصب قضائي مهم. لأنه بالطبع لا يستطيع المرء أن يعرف متى ستظهر امرأة ما لتتهم المرشح للمنصب القضائي بالتحرش الجنسي بها. وحذر «السيناتور» ليندسي جراهام يوم الجمعة الماضي أنها «النهاية لمن يرغب من الناس الصالحين كي يكون قاضياً». لكن يمكن اختبار هذا بسهولة. فما علينا إلا أن نسحب ترشيح كافانو حتى نرى كم عدد القضاة من الرجال الذين سيقولون إنهم لا يريدون أن يتم ترشيحهم للمحكمة العليا. أو لنجرب ترشيح امرأة.
وفي الجانب الآخر، فقد تكون أكثر التأثيرات استدامة لما أحاط بدراما كافانو، هو تنبيه الشبان الطموحين بأن يتوخوا الحذر في تصرفاتهم أثناء وقوعهم تحت تأثير الكحول في الحفلات. وكانت جلسة الاستماع لكافانو مهمة عسيرة حين تحول الأمر برمته إلى سجال شديد وصاخب بين الحزبين. لكن يوم الجمعة الماضي قدم السناتور جراهام غصن الزيتون الحالي بين الحزبين الذي تمثل في إطراء نائب الرئيس السابق جو بايدن واصفاً إياه بأنه «رجل دمث وإذا خاض السباق الرئاسي سيكون من الصعب الحاق الهزيمة به».
لكن أهم ما في كل هذه الدراما هو قصة «فورد» التي سيغير ظهورها أمام أعضاء مجلس الشيوخ الطريقة التي ستنظر بها أميركا إلى ضحايا التحرش الجنسي إلى الأبد. ورغم رغبة «الجمهوريين» في تقويض شهادتها لكن لن يجرؤ أحد على عدم إبداء الاحترام. وحتى الرئيس دونالد ترامب أعلن للصحفيين في لحظة من حسن التصرف والسيطرة على الذات «اعتقدت أن شهادتها مفحمة للغاية». وحرص عدد كبير من «الجمهوريين» على أن يشيروا إلى أن الجميع على صواب. وحتى رئيس اللجنة «تشاك جراسلي» أعلن أنه وجد كلا الشاهدين «قابل للتصديق»، وهذا مستحيل بالطبع. وقد ينتهي الحال ب«كافانو» لأن يشغل مقعداً في المحكمة العليا لكن «كريستين فورد» هي المنتصرة. وصرح «ريتشاد بلومنثال» لأبناء فورد قائلاً «يجب عليكم أن تفخروا بأمكم فإنها صورة للشجاعة واسمها سيظل في كتب التاريخ بعد أن تنمحي أسماؤنا».
*صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
وفي هذه الرحلة، تعلمنا بالتأكيد الكثير عن «كافانو» على مدار الأسابيع القليلة الماضية. وأثار «كافانو» أعصاب الجميع حتى بعض «الجمهوريين» حين ألقى بمسؤولية محاولات تدمير «أسرتي وسمعتي الطيبة» على عاتق أعداء يسعون «للانتقام لصالح أسرة كلينتون» وعلى عاتق «جماعات المعارضة من الجناح اليساري».
وتوقع بعض «الجمهوريين» أنه إذا خسر كافانو، سيخشى كل رجل في أميركا الترشيح لمنصب قضائي مهم. لأنه بالطبع لا يستطيع المرء أن يعرف متى ستظهر امرأة ما لتتهم المرشح للمنصب القضائي بالتحرش الجنسي بها. وحذر «السيناتور» ليندسي جراهام يوم الجمعة الماضي أنها «النهاية لمن يرغب من الناس الصالحين كي يكون قاضياً». لكن يمكن اختبار هذا بسهولة. فما علينا إلا أن نسحب ترشيح كافانو حتى نرى كم عدد القضاة من الرجال الذين سيقولون إنهم لا يريدون أن يتم ترشيحهم للمحكمة العليا. أو لنجرب ترشيح امرأة.
وفي الجانب الآخر، فقد تكون أكثر التأثيرات استدامة لما أحاط بدراما كافانو، هو تنبيه الشبان الطموحين بأن يتوخوا الحذر في تصرفاتهم أثناء وقوعهم تحت تأثير الكحول في الحفلات. وكانت جلسة الاستماع لكافانو مهمة عسيرة حين تحول الأمر برمته إلى سجال شديد وصاخب بين الحزبين. لكن يوم الجمعة الماضي قدم السناتور جراهام غصن الزيتون الحالي بين الحزبين الذي تمثل في إطراء نائب الرئيس السابق جو بايدن واصفاً إياه بأنه «رجل دمث وإذا خاض السباق الرئاسي سيكون من الصعب الحاق الهزيمة به».
لكن أهم ما في كل هذه الدراما هو قصة «فورد» التي سيغير ظهورها أمام أعضاء مجلس الشيوخ الطريقة التي ستنظر بها أميركا إلى ضحايا التحرش الجنسي إلى الأبد. ورغم رغبة «الجمهوريين» في تقويض شهادتها لكن لن يجرؤ أحد على عدم إبداء الاحترام. وحتى الرئيس دونالد ترامب أعلن للصحفيين في لحظة من حسن التصرف والسيطرة على الذات «اعتقدت أن شهادتها مفحمة للغاية». وحرص عدد كبير من «الجمهوريين» على أن يشيروا إلى أن الجميع على صواب. وحتى رئيس اللجنة «تشاك جراسلي» أعلن أنه وجد كلا الشاهدين «قابل للتصديق»، وهذا مستحيل بالطبع. وقد ينتهي الحال ب«كافانو» لأن يشغل مقعداً في المحكمة العليا لكن «كريستين فورد» هي المنتصرة. وصرح «ريتشاد بلومنثال» لأبناء فورد قائلاً «يجب عليكم أن تفخروا بأمكم فإنها صورة للشجاعة واسمها سيظل في كتب التاريخ بعد أن تنمحي أسماؤنا».
*صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»